Friday, 28 September 2012

عزيز الدفاعي : كولن باول : أنت مدين بالاعتذار للفريق عامر السعدي!!؛


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
كولن باول : أنت مدين بالاعتذار للفريق عامر السعدي!!
شبكة البصرة
عزيز الدفاعي
الصوره من المصري اليوم
ما تعلمتاه من التاريخ منذ سنوات انه ليس مجرد هزائم وانتصارات فقط تقع في ميادين الوغى او انه حكايات ذات بعد ملحمي تتصارع فيها أراده الموت والحياة والخير والشر والأقوياء والضعفاء. وان من ينتصر في الحروب والانقلابات هم الأقوياء والإبطال والشجعان والفرسان دائما بينما من يهزم هم الأقل شجاعة وحكمه ودراية وتدبرا وتخطيطا رغم انهار الدماء والرؤؤس والجثث التي تترك على تراب المعركة او الإبطال الأسرى الذين يلقى بهم خلف القضبان او اولئك الذين تنهش لحومهم الضواري في الأرض الحرام... بل ربما يحدث العكس في كثير من قصص التاريخ الغابر والحاضر ورواياته التي قد تفوق الخيال لان العلاقة بين العدل والقوه جدليه وعكسية في قوانين الغابة والآدميين معا خاصة عندما تنفرد بمصير الأرض قوه خرجت من ركام التاريخ ذبحت سكان البلد الأصلي ودكت العالم بالقنابل النووية لتركيع الشعوب لتكون القطب الأوحد الذي يدور من حوله العالم والأمر الناهي والمقرر لمصائر الشعوب.
فالتاريخ يروي لنا كل مره عن دور لعبه الجبابرة والقوه الغاشمة ضد الآخرين من الشعوب الأقل قوه والأكثر عمقا وحضارة.... ومثل هذه الوقائع تستفز التاريخ البشري في الماضي والحاضر حتى تحمرّ وجنتاه وتنفخ عروق وجهه وتدمع عيناه ربما خجلا او غضبا أحيانا خاصة عندما يدون التاريخ يقلم مرتعش والسيف مسلط على عنقه حكاية أولئك الذين يحبون أن يلعبوا دور القاهر والفارض لأراده دينصوريه مدججة بالسلاح والأكاذيب ظلما وعدوانا وليس بالاستناد على منطق الحق او الحقيقة ضد أناس يريدون ان يحققوا لشعبهم ما يرفع رأسه وقامته ويقيه شر الأعداء.. هؤلاء الجبابرة او غلمان المتجرين وقوى الاستكبار ا سرعا نما تكشف ريح الحقيقة التي تهب على رمال ويبادر الأكاذيب عن عوراتهم وعجزهم وكذبهم ولو بعد حين رغم أنهم ا رادو إظهار فحولتهم علينا متناسين أنهم مخصيين أصلا..
لنقلب تفاصيل حكاية واحده عن هذا الفصل من تاريخ التجبر والأكاذيب التي دفعنا كشعب عريق ودوله ثمنه غاليا جدا ولازلنا نئن وننزف حتى اليوم وبطلها احد رجال الصف الثالث في ألدوله العراقية الغابرة الدكتور عامرحمودي حسن السعدي الذي بتاريخ 12 نيسان 2003 كان أول من استسلم بين كبار المسئولين في النظام السابق المطلوبين من قوات التحالف التي احتلت العراق وكان تسلسله (32)وعددهم (55) شخصيه عرضها الأمريكيون على شكل أوراق القمار إمعانا في الإذلال والسخرية لان العالم أصبح فعلا مائدة قمار وحلبه مصارعه كونيه. وقد طلب السعدي من قناة «ZDF» الألمانية أن تصور استسلامه ليبلغ العالم بالحقيقه. ففى حديثه من خلال الكاميرا قال إنه «ليس لدينا أسلحة دمار شامل والزمن كفيل بإثبات صحة ما أقول»!!- دائما يفكر قاده العراق ان التاريخ سينصفهم لأنهم يقولون الحقيقة في زمن الاكاذيب ولا ادري لماذا!!!
الذين القي القبض عليهم من قاده النظام السابق احتجزوا كما هو معروف في سجن للشخصيات المهمة قرب مطار بغداد. كان يديره الجنرال كيث دايتون رئيس «مجموعة مسح العراق» التي أخذت على عاتقها مهمة دراسة برامج أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة وتقرير ما إذا كانت هناك صلات بين حكومة صدام حسين وإرهابيي تنظيم «القاعدة» الذي وصل بعض قيادييه ومنضريه وأمراءه الى قمة السلطة اليوم في أكثر من بلد عربي بعد إمطار الربيع الذي تهاوى غيثا من غيمه قادمة من البيت الأبيض.... فسبحان مغير الأحوال!!!.
والسعدي الذي يبلغ عمره الان 77عاما كان مسئولا عن مشروع رقم(2) في وزاره ألصناعه والمعادن عام م1970 حيث درس الكيمياء في بريطانيا وكان من طلبه الدكتوراه المتفوقين قبل ان يتم نقله لاحقا للعمل في مشاريع التصنيع العسكري وهو متزوج من سيده المانيه و قد ترقى السعدي الذي لم يكن على صله بحزب البعث(أسوه بجعفر جعفر والشهرستاني وخليل الهنداوي واحمد مرتضى وغيرهم) في الجيش العراقي ليساهم في برامج الأسلحة التقليدية والصواريخ التي برزت الحاجة إليها خلال الحرب العراقية الايرانيه واتهمه الأمريكيون بعد غزو الكويت وتغير التحالفات في المنطقة بأنه وراء المشاريع التي صنعت القذائف والصواريخ والقنابل التي أطلقت غاز «في أكس» وغاز الأعصاب على الأكراد في شمال العراق في الثمانينات. وكلها تهم باطله.
في عام 2000م أصبح السعدي مستشارا لصدام حسين للشؤون العلمية، وهو ما أدى به الى أن يكون صلة الارتباط مع مفتشي الأمم المتحدة. كانت رتبة «الفريق» هذه فخرية بالأساس وغالبا ما وصف في ألصحافه الغربية بأنه مفاوض مهذب ذو كاريزما واضحة، يجيد الخوض في موضوعات ذات صله بالكيمياء الطبيعية بقدر حذاقته في السياسة والقانون الدولي والتاريخ العراقي ويتحدث الإنجليزية والعربية بنفس الطلاقة، كما أنه يفضّل الملابس المدنية عن الزى العسكري.. دمث الأخلاق رغم قلقه العميق من نوايا الأمريكيين ورسوخ القناعة لديه بان واشنطن ستقدم على ضرب العراق واحتلاله بغض النظر عن نتائج لجان التفتيش وقد نقل قناعاته هذه لصدام.رغم انه ابلغ المفتشين، مرارا وتكرارا، بأن أسلحة العراق قد دمرت عام 1991، وهو ما أكده للمرة الأخيرة في رسالة بعث بها الى رئيس مفتشي الأسلحة هانز بليكس قبل يوم من بدء الحرب في العشرين من (اذار) 2003. وقيل انه سلم الرسالة ذاتها لاحقا الى المحققين الأميركيين. وقد صدق حدسه وتوقعاته.
ومنذ استسلامه جرى استجوابه مرات عدة.... ديفيد كاي الذي كان رئيس فريق المفتشين التابع لوكالة المخابرات المركزية قال انه حقق مع السعدي ولم يكن مقتنعا بالإجابات.!! تصور لم يكن مقتنعا أي مجرد وساوس وشكوك وهم المورد لكل مكونات برامج الاسلحه العراقية!! فيما أعرب تشارلز دولفير الذي تسلم منصبه كرئيس لمجموعة البحث عن الأسلحة ان السعدي لم يجب على الأسئلة بشكل كامل... وهو إصرار على الغي رغم انكشاف أللعبه.
واستنادا الى مصادر خاصة فان السعدي وخلال فترة اعتقاله الأولى رفض عرضا أميركيا بإخلاء سبيله وترحيله خارج العراق إذا اقر بحيازة العراق أسلحة دمار شامل(((هذه هي قيم وأخلاق دعاه الحضارة والحرية!!!) إلا انه إصر على عدم امتلاك العراق لهذه الأسلحة وهذا ما اكتشفته واشنطن بعد أشهر من البحث بعد غزوها للعراق مما اضطرها الى إطلاق سراحه والاعتراف بعدم وجود أي اثر لأسلحة الدمار الشامل. يقول ديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدوليين وكان على صلة بالعلماء العراقيين في برامج التسلح ان اعتقال السعدي مرتبط بالبحث المستمر والعقيم آنذاك عن الأسلحة المحظورة لتبرير الحرب على العراق. وقال «سيكون إطلاق سراح السعدي اعترافا بأن العراق لم يمتلك أسلحة بعد عام 1991وهذا ما وقع فعلا.) لتبدأ بعدها عمليه (مطارد الغزلان) لتصفيه العلماء العراقيين الذين ساهموا في برامج التصنيع العسكري داخل العراق وخارجه بعد ان حصل عملاء واشنطن ولندن على أسماءهم وعناوينهم من المفتشين الدوليين(الجواسيس.)
ما دفعني لأعاده فتح ملف هذه القضية الكتاب الأخير للدكتور محمد ألبرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية سابقا والذي يثير جدلا عالميا كبيرا وعنوانه(سنوات الخداع) الذي يحاول من خلاله تبرئه نفسه مما حل بهذا البلد العربي الذي كان مهد الساميين وعاصمة ألدوله العباسية حيث يروي في الجزء الأول منه تفاصيل أخر لقاء جمعه في بغداد بكبار المسئولين العراقيين بتاريخ 9 شباط 2003 هو وهانز بليكس بصفتهما رئيسي الفريقين الدوليَّيْن،. وكانت تلك ليلتَهما الأخيرة فيها، حيث دعاهما وزير الخارجية العراقي ناجى صبري، إلى العشاء مع أهم مستشاريهم ومجموعة من نظرائهم العراقيين وهم عامر السعدي وحسام أمين رئيس مجموعه الاتصال مع الأمم المتحدة.
قبل أربعة أيام فقط من عَشاء بغداد هذا كان وزير الخارجية الأمريكي كوليين باول، قد عرض سيناريو الأكاذيب على مجلس الأمن، أذاع أشرطة لمحادثات هاتفية مزعومة تم التصنت عليها، وعرض صورًا لمنشآت عراقية صورتْها الأقمار الاصطناعية، وأعلن أن هذه السجلات تدل على «أنماط غريبة من السلوك» من جانب صدام حسين ونظامه، وأنها «سياسة تهرب وخداع) ومصدر معلومات باول كان المخابرات الالمانيه نقلا عن مهندس عراقي أراد الحصول على حق اللجوء في ألمانيا وثبت لاحقا انه كاذب تماما. لم تكن واشنطن معنية بالبحث عن الحقيقة بل باختلاق وفبركه الأكاذيب والمزاعم وساعدها في هذا عدد من العراقيين الهاربين ومن بينهم عماد خدوري مؤلف كتاب (السراب النووي العراقي) الصادر بالانجليزية عن دار نشر كنديه والذي اكتشف الغربيون انه كاذب كبير الفم ودجال!!!
.يذكر ألبرادعي ان المفاوضين العراقيين ابلغوه خلال(العشاء الأخير) انه لم يعد لديهم ما يقدموه للمفتشين يقول في كتابه اتجه أمين بنظره إلى «بليكس» ثم عاد إلىّ. وقال: أنتم لا تستطيعون مساعدتنا لأن هذه الحرب ستقع لا محالة، وما من شيء يمكنكم أو يمكننا القيام به سيحول دون وقوعها وكلانا يعرف ذلك. أيًّا ما كان ما نقوم به، فهذا أمر تم حسمه.اعتدل فى مقعده، وأومأ السعدي برأسه ولم يقل شيئًا. ظل الحزن باديا فى ابتسامته.....يعترف ألبرادعي بقصر نظره السياسي او هكذا يحاول إيهامنا انه لم يكن مقتنعا باحتمال وقوع.الحرب وفى تقريره إلى مجلس الأمن، الذي قدمه فى 27 يناير 2003، ذكر ما يلى «إننا لم نجد حتى اليوم أى دليل على أن العراق قام بإحياء برنامج الأسلحة النووية الخاص به». وقد أثار هذا التصريح حينها نقدًا شديدًا من جانب المسئولين الغربيين وكبار الإعلاميين الذين أقنعوا أنفسهم بغير ذلك. لكن هؤلاء المنتقدين كانوا يُشيرون إلى ظروف احتمالية وشكوك. لماذا لم يرفع ألبرادعي وغيره صوته ليقول للعالم وللتاريخ حينذاك ان هذه الحرب غير شرعيه او مبرره؟ ربما لأنهم من أوصله الى منصبه الرفيع هذا او ربما خذل لوعودهم له بان يحل محل مبارك في رئاسة مصر.
في 17 آذار 2003 تلقى المفتشون الدوليون برقيه عاجله تأمرهم بالانسحاب الفوري من العراق لتبدأ بعدها عمليه غزو بلاد الرافدين دون غطاء شرعي من مجلس الأمن بل استنادا على شبهات وأكاذيب القوه العظمى. ان السيد ألبرادعي الذي يحاول ان يغسل يديه من الكارثة يقر للتاريخ بعد مضي اكثر من تسع سنوات بهذه الحقيقة المؤلمة بعد فوات الأوان بقوله: إن قيام حرب بسبب اتهامات لم تثبت بشأن أسلحة دمار شامل، وإبعاد الوكالة عن دورها فى مجال الدبلوماسية النووية، وجعْلها مجرد واجهة لإسباغ الشرعية، كان بالنسبة إلىّ تشويهًا فظيعًا لكل ما كنا ندافع عنه. كان ذلك يتعارض مع الجهود التى بذلها لمدة نصف قرن تقريبا علماء وقانونيون ومفتشون وموظفون عموميون مخلصون من جميع قارات العالم.. كنت مذهولا بما أشهد. والفكرة التى لم تترك رأسي هى تأكدي من أنه ما من شىء يكون «بليكس» أو أنا قد شاهدناه يمكن أن يبرر شنَّ مثل هذه الحرب.،،.. اعتراف بعد خراب العراق!!!
هكذا يصنع المستأسدون وقوى الاستكبار تاريخ شعوب العالم الثالث ويبررون غزوهم لها أنها بحق سياسية إباحية في(نهاية التاريخ) لا كما يتصورها فوكوياما في زمن القطب الأوحد ويبررها كتاب إستراتيجيون لامعون من أمثال كريستوفر لين.. تبيح لساده البيت الأبيض... الدم والأرض وانتهاك سيادة الشعوب وتبيح أيضا هتك الأعراض والاغتصاب من قبل مرتزقة لبلاك ووتر وتبيح للجنرال باول الكذب والافتراء تحت قبة الأمم المتحدة... من اجل الديمقراطية المزعومة تفرش السجادة الحمراء للجريمة ووطأ القانون الدولي ببساطيل المارينز وتبيح سرقة التاريخ والمتاحف و وحتى سرقة الله من المساجد والكنائس والمنديات لإجبارنا على القبول بالمشروع الشرق أوسطي وتفتيت العراق إلى كانتونات اثنيه.. سياسة تبيح سرقة ثياب علي ابن ابي طالب من الكوفة وعمامته المخضبة بدم الشهادة ومصادره ناقته التي حملت سبط الرسول الأعظم سيد شباب أهل الجنة الى كربلاء ليركبها جورج بوش الابن او عبده الأسود كولن باول الذي يدين بالاعتذار للفريق السعدي.... لان الأول كاذب والأخر كان صادقا وشريفا بغض النظر عن شكل النظام في بغداد لان القضية عراقيه ذات صله بالشرف والناموس والأخلاق.!!.
كتابات 26/9/2012
شبكة البصرة
الخميس 11 ذو القعدة 1433 / 27 أيلول 2012

No comments:

Post a Comment