Friday 28 September 2012

السيد زهره : يا سيد اوباما.. ماذا عن ارهابكم وانحطاطكم؟

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يا سيد اوباما.. ماذا عن ارهابكم وانحطاطكم؟
شبكة البصرة
السيد زهره
الرئيس الأمريكي اوباما خصص الجانب الاكبر من الخطاب الذي القاه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة للحديث عن الاحتجاجات الاخيرة التي اجتاحت العالم العربي والاسلامي على الفيلم الامريكي القبيح المسئ للرسول، والهجمات التي تعرضت لها بعض سفارات امريكا. اوباما القى محاضرة طويلة على قادة العالم حول العنف وعدم التسامح التي كشفت عنها هذه الاحتجاجات كما قال، ونصب نفسه حكيما بليغا يعطي دروسا في مساوئ العنف وعدم التسامح وضرورة محاربتهما.
اوباما قال ان العنف وانعدام التسامح ليس له مكان في اممنا المتحدة. وقال تعليقا على الفيلم أنه مهما بلغت درجة انحطاط أي تعبير حر، فان الدستور الامريكي يحميه ولا يمكن ان يبرر اعمال عنف وانه لا توجد أي كلمات يمكن ان تبرر قتل ابرياء. واضاف الى هذا ان الاحتجاجات الاخيرة في العالم الاسلامي اظهرت صعوبة تحقيق ديمقراطية حقيقية في هذه المنطقة.
اذن، فحوى ما قاله اوباما يتلخص في ان العالم العربي والاسلامي هو الذي يعج بالعنف وعدم التسامح، ويحرض العالم على العرب والمسلمين لمواجهة هذا.
هذا كلام سخيف وتضليل فاضح، وليس له أي علاقة بما يجري في العالم بالفعل، ولا بمنبع العنف وعدم التسامح في العالم.
الرئيس اوباما يتحدث عن العنف الذي شهدته بعض الاحتجاجات الاخيرة في العالم العربي والاسلامي. نحن ايضا ندين العنف ونريد للاحتجاجات ان تكون دوما سلمية بعيدا عن أي عنف.
لكن نسأل السيد اوباما : وماذا عن عنفكم انتم؟.. ماذا عن العنف الذي تمارسه دولتك؟
حقيقة الامر انتم لا تمارسون عنفا. انتم مارستم طوال السنوات الماضية ارهابا بكل معنى الكلمة، وكان العالم العربي والاسلامي ولا يزال هو ضحيته.
انتم مارستم ارهابا بحق شعوب ودول بأسرها، وفي غمار ممارستكم لهذا الارهاب، دمرتم دولة مثل العراق، وقتلتم مئات الآلاف، وشردتم الملايين، وارتكبتم جرائم حرب وابادة لا تعد ولا تحصى. وحتى يومنا هذا تقتل طائراتهم العشرات في افغانستان وباكستان واليمن غيرها من الدول
اوباما يقول ان العنف لا مكان له في الامم المتحدة.
ونحن نتفق معه. وبحسب ما قاله، فان امريكا بكل ما مارسته وما زالت تمارسه من ارهاب وبكل ما ارتكبته وما زالت ترتكبه من جرائم في العالم العربي والاسلامي، لا مكان لها هي وارهابها في الامم المتحدة.. لا يجب ان يكون لها مكان في الامم المتحدة.
لكن اوباما لديه مفهوم عنصري قبيح آخر يكمن وراء كلامه صراحة. هو يقول ان العنف لا مكان له في الامم المتحدة فقط لأن مواطنا امريكيا قتل في بنغازي،ومطعما امريكيا احرق في لبنان. هو يريد ان يقول للعالم ان دم مواطن امريكي اغلى من دم ملايين العرب والمسلمين الذين قتلناهم، وحرق مطعم امريكي افظع واشنع من بلاد باسرها دمرناها.
هذه عنصرية قبيحة.
واوباما يتحدث عن عدم التسامح الذي اظهرته الاحتجاجات.
يا سيد اوباما. آخر من يحق له الحديث عن عدم التسامح وانتقاده هو انتم بالذات. من اين نبعت نظريات الكراهية العنصرية ومعاداة الاسلام والعرب والمسلمين؟.. الم تنبع من عندكم؟.. الستم انتم الذين سمحتم بهذه الحملة الضارية العنصرية القبيحة ضد الاسلام والعرب والمسلمين ان تتواصل بلا هوادة في بلادكم وعلى كل المستويات السياسية والاعلامية والعملية؟. وماذا فعلت انت شخصيا في مواجهة هذه الحملة؟
واوباما يتحدث عن الانحطاط في حرية التعبير الذي تحميه امريكا وتضمنه في معرض تبريره للتسامح مع الفيلم القذر المسئ للرسول.
واذا كانت امريكا تحب الانحطاط وتحميه باسم حرية التعبير، فباي وجه حق يطلب من العرب والمسلمين او أي احد في العالم ان يقبل بهذا الانحطاط او يتعايش معه؟.. باي وجه حق يريد من العرب والمسلمين ان يرضخوا ويصمتوا عن هذا الانحطاط حين يطول اقدس مقدساتهم واشرف الخلق رسولنا الكريم؟
واوباما يتحدث عن الدول العربية التي يبدو انها غير مؤهلة للديمقراطية كما قال.
يا سيد اوباما.. من الذي قتل الديمقراطية تاريخيا في بلادنا العربية؟. الستم انتم والغرب عموما؟.. وماذا فعلتم انتم سوى محاولة تخريب دولنا وتمزيق مجتمعاتنا باسم دعم الديمقراطية؟.. وهؤلاء المتطرفون المسلمون الذين تتحدث عنهم وتتهمهم بقيادة العنف في بلادنا، الستم انتم الذين دعمتموهم وساندتموهم بعشرات السبل كي تمكنوهم من السلطة؟
باختصار، نقول للسيد اوباما : قبل ان تتحدث عن العنف وعدم التسامح في دولنا العربية والاسلامية، انظر في المرآة، وسوف ترى وجه امريكا القبيح.. وجه الارهاب والعنصرية وعدم التسامح والانحطاط.
شبكة البصرة
الاربعاء 10 ذو القعدة 1433 / 26 أيلول 2012

No comments:

Post a Comment