Friday, 12 October 2012

السيد زهره : جريمة حرب وابادة امريكية مسكوت عنها

السيد زهره : جريمة حرب وابادة امريكية مسكوت عنها
وكالة انباء الرابطه
هذا تقرير امريكي يرسم ملامح وابعاد جريمة حرب وابادة مكتملة الاركان ترتكبها الولايات المتحدة بلا توقف . ومع هذا ، فانها جريمة مسكوت عنها ، والعالم كله لا يحرك ساكنا ازاءها.
  التقرير اعدته جامعتان امريكيتان هما جامعتا ستانفورد ونيويورك ، وعنوانه " الحياة في ظل الطائرات بدون طيار" ، وهو يعرض بالتفاصيل والوقائع والأدلة ، ما يعاني منه الباكستانيون من قتل ودمار ورعب ومعاناة لا تتوقف بسبب اعتداءات الطائرات بدون طيار التي تشنها امريكا على مناطق في باكستان بلا توقف تقريبا منذ سنوات.
  التقرير استغرق اعداده تسعة اشهر كاملة ، وتم اعداده بناء على مقابلات مع اكثر من 130 من ضحايا الهجمات ، ومن الشهود ، والخبراء. كما تم اعداده بعد مراجعة آلاف الصفحات من الوثائق والتقارير عن هذه الاعتداءات.
  لا يمكن ان نعرض هنا كل ما جاء في التقرير الذي يقع في اكثر من 150 صفحة، لكن يمكن تلخيص اهم النتائج التي توصل اليها فيما يلي:
اولا : ان الأمريكيين يقولون باستمرار ان هجمات هذه الطائرات دون طيار لا تستهدف المدنيين ، ولا يوجد من ضحاياها مدنوين ، وانما تستهدف الارهابيين المسلحين ، وهذا كذب فاضح ولا علاقة له بالحقيقة.
  الحقيقة كما يسجلها التقرير هي ان الاغلبية الساحقة جدا من ضحايا هذه الهجمات هم من المدنيين الابرياء.
  وبشكل اكثر تفصيلا ، يسجل التقرير انه منذ يونيو 2004 وحتى منتصف سبتمبر 2012 ، ادت هذه الهجمات الى سقوط اكثر من 3 آلاف قتيل ، واكثر من 1300 جريح.
  والغالبية الساحقة من هؤلاء الضحايا هم مدنيون. وبشكل اكثر تحديدا ، يذكر التقرير انه من بين كل 50 ضحية من ضحايا الهجمات ، فان واحدا فقط يعتبر من المسلحين او المتطرفين او ايا كانت التسمية. أي انه من اجل قتل مسلح واحد ، تقتل امريكا 49 مدنيا باكستانيا.
ثانيا : ان القوات الامريكية تتبع في شن هجمات هذه الطائرات اسلوبا اقل ما يقال عنه انه اسلوب ارهابي بكل معنى الكلمة. هي تتبع اسلوب ما يسمى ب " الضربات المتتالية" او " الضربات المزدوجة"
  ويعني هذا انها تطلق صاروخاعلى هدف معين . وعندما تبدأ محاولات الاغاثة او اجلاء الضحايا من موقع الهجوم ، تطلق صاروخا ثانيا ، لتمنع عمليات الاغاثة، وتقتل المسعفين.
  هذا الاسلوب الاجرامي ، يجعل من المستحيل عمليا ، كما يقول التقرير ، اسعاف الجرحى او اجلاء الضحايا. وعادة ما يضطر المسعفون والاهالي في المنطقة الى الانتظار لساعات طويلة قبل التوجه الى مكان الاعتداء خوفا من الهجمات المتتالية التي يمكن ان تشن في أي وقت ومن دون أي انذار بالطبع.
ثالثا : ان ضحايا هذه الهجمات ليسوا فقط هم القتلى والجرحى من المدنيين ، لكن تاثيرها يرقى الى مستوى الارهاب الشامل وشل الحياة تماما في مناطق باسرها.
  فهذه الهجمات ، كما يقول التقرير ، تشمل الهجوم على المنازل ، والسيارات ، والمدارس ، والاماكن العامة ، وحتى المساجد ، وهي تشن عادة من دون أي انذار مسبق.
  ولهذا ، يؤكد التقرير ان هذه الهجمات تمثل ارهابا شاملا للرجال والنساء والاطفال ، وتشل الحياة بكاملها في مناطق باسرها في باكستان.
  الباكستانيون في هذه المناطق يعيشون في حالة رعب دائم ، ويتوقعون الموت في أي وقت في أي مكان يذهبون اليه ، سواء كان المدارس او المساجد او المحال العامة والاسواق .. وهكذا.
  ويورد التقرير نصوص شهادات مؤلمة لباكستانيين تعبر عن هذه الحالة من الرعب وشلل الحياة. منها مثلا ما قاله احد سائقي التاكسي. قال : سواء كنا نسوق سيارة ، او نعمل في مزرعة ، او نجلس في البيت نلعب الورق .. ايا كان ما نفعله ، فاننا نعيش في رعب دائم ، ونفكر في ان الطائرات من دون طيار سوف تضربنا في أي وقت. نحن باختصار نعيش حالة من الرعب  والخوف من  ان نفعل أي شئ على الاطلاق.
  ومن هذه الشهادات ، ما قاله طفل باكستاني عمره 15 عاما فقد رجليه في واحدة من هذه الهجمات . قال : لقد كنت اذهب الى المدرسة بانتظام . كانت امنية حياتي ان اصبح طبيبا . بعد هجمة الطائرات ، لم يعد بمقدوري ان اذهب الى المدرسة.
رابعا : ان هذه الهجمات الامريكية تعتبر ، كما يؤكد التقرير ، خرقا للقانون الدولي ، وانتهاكا فاضحا للضمانات واوجه الحماية التي يفرضها للمدنيين والسكان ، وتمثل سابقة دولية خطيرة.
  هذه اذن اهم النتائج التي طرحها التقرير الأمريكي.
  وكما نرى ، فنحن كما ذكرت ، ازاء جريمة حرب وابادة بتعريف القانون الدولي ، ترتكبها امريكا بشن هذ الاعتداءات بالطائرات دون طيار .
  واذا كان هذا يتعلق بالجريمة في باكستان ، فعلينا ان نلاحظ  انها ترتكب نفس هذه الجريمة ، وتشن هذه الهجمات نفسها على اليمن وافغانستان.
   المفروض بداهة ان مرتكبي هذه الجريمة سواء من العسكريين او القادة السياسيين الامريكيين ، من المفروض ، وبناء هلى نتائج هذا التقرير الامريكي ان يقدموا الى المحاكمة الدولية كمجرمي حرب.
  لكن الحادث ان العالم كله يصمت عن هذه الجريمة التي ترتكبها امريكا بلا توقف.
  والقادة الامريكيون الذين يرتكبون هذه الجريمة ، وغيرها من الجرائم ، لديهم من البجاحة والصفاقة  ما يكفي كي يتحدثوا عن الديمقراطية وحقوق الانسان ، ويتدخلوا بشكل سافر في شئون دولنا تحت هذه الذرائع.


No comments:

Post a Comment